Admin Admin
عدد المساهمات : 479 تاريخ التسجيل : 19/07/2009 الموقع : 17/7/2009
| موضوع: جمله قالها هرقل الأحد أغسطس 09, 2009 11:42 am | |
| [size=29][size=29]لو كنت عنده لغسلت قدميه |
جملة قالها هرقل قيصر الروم لأبو سفيان بن حرب قبل فتح مكة بقليل ويقصد بها حضرة المصطفى صلى الله عليه وسلم , وايضا كتبها للنبي صلى الله عليه وسلم برسالة مع رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحابي دحية الكلبي رضي الله عنه تابعوا معي الحوار الجميل التالي الذي دار بين هرقل قيصر الروم وأبو سفيان في الشام ما بين صلح الحديبية وفتح مكة. يقول الله تعالى مفتتحا سورة الروم: ألم * غلبت الروم * في بضع سنين وهم من بعد غلبهم سيغلبون* في بضع سنين بعدما انتصرت الفرس على الروم نذر هرقل ملك الروم من مكان اقامته في القسطنطينية (استنبول اليوم) وكانت القسطنطينية وبلاد الشام ومصر تحت حكمه في ذلك الزمن, فنذر نذرا مفاده اذا انتصر على الفرس أن يحج ماشيا الى بيت المقدس, ويتحقق حلمه بالوعد الالهي كما مرّ معنا في سورة الروم, ويفي بنذره ويقصد بيت المقدس, وفي الطريق يرى رؤيا مفادها: انّ هلاكه سيكون على يد قوم مختونون, فيسأل العلماء والأحبار عن القوم الذين يختننون فيقولون له: اليهود..فيعزم العزم على قتل جميع اليهود في بلاد الشام,, وتشاء تقديرات الله تبارك وتعالى أن يحدث أمرا تنقلب على أثره الأمور كلها رأسا على عقب, حين يقبض رجال هرقل على رجل عربي في حادث سرقة, فيفتشونه تفتيشا دقيقا , ولدقة التفتيش نجدهم وقد عرّوه من ثيابه تماما, وعندها يلاحظون شيئا غريبا: أنه مختون, فيسألونه : أأنت يهودي؟ الا أنه عندما ينفي ذلك على أنه عربي...فيسألوه: العرب أيضا يختنون؟ وعندما يجيب بنعم ياخذوه الى هرقل قائلين له: تريث عن تطبيق حكمك في اليهود, ليس اليهود وحدهم يختنون, هناك العرب أيضا يختنون. وتجري الأمور بتقدير رب العالمين حيث يكون في الشام أبو سفيان وبعضا من سادات قريش في تجارة لهم, ومع تحقيق هرقل مع الرجل العربي السارق يساله هرقل؟ هل حدث عندكم من شيء غريب لم تكونوا تألفوه قبلا؟ قال نعم! ظهر عندنا رجل من قريش يقول أنه نبي, وهرقل بالأساس عنده معلومات من التوراة والانجيل أن الزمن الذي هو فيه هو زمن ظهور نبي , ويكثف هرقل استجوابه للرجل العربي يريد أن يستقي منه بعض المعلومات ليؤكد ما يعلمه عن هذا النبي المنتظر فقال له: هل لي بعرب من قوم هذا الرجل؟ يقصد النبي صلى الله عليه وسلم......وعندما ينفي الرجل علمه بوجود أي من قومه عليه الصلاة والسلام يطلب من رجاله أن يبحثوا ان كان في الشام أحدا ينتمي الى هذا الرجل (عليه الصلاة والسلام) وبعد البحث والتقصي تشاء مقادير الله عزوجل أن يصلوا الى أبو سفيان ومعه بعض أسياد قريش, فيمسكوهم ويأخذونهم الى هرقل, وهناك يدور بينهم وبين هرقل الحديث التالي يبدؤه هرقل ( وسيكون كلام هرقل باللون الأخضر, وكلام أبو سفيان ومن معه باللون االأسود), ويبدأ هرقل الحديث فيقول: أيكم أقرب اليه نسبا؟ (يقصد النبي صلى الله عليه وسلم) أنا, وألتقي معه في الجد الخامس. ثم قال: اجلسوا, وقال لأبو سفيان : اني سائلك عن أمور فأجبني عنها, ثم قال لمن معه: اذا كذب عليّ ردوا عليه. كيف نسبه؟ هو فينا ذو نسب ( أي ذو شرف ومكانة وأصل) فهل أحد مثلكم قال هذا قبله؟ (أي هل أحد منكم ادعى قبل النبوة؟ لا هل كان من آباءه من قبل؟ (أي هل أحد من آباءه ادعى النبوة) لا أأشراف الناس يتبعونه أم ضعفاؤهم؟ بل ضعفاؤهم. أيزيدون أتباعه أم ينقصون؟ بل يزيدون. فهل يرتد أحد من أتباعه بعد اتباعهم له؟ لا.... لم نعرف أن هناك أحدا اتبعه ورجع عنه. هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال؟ لا.... بل كان فينا الصادق الأمين. هل يغدر؟ لا..ونحن معه في هدنة وصلح لعشر سنين,ولغاية اللحظة هذه كلانا متمسك باتفاقية الصلح. فهل قاتلتموه؟ نعم وكيف كان قتالكم اياه؟ الحرب بيننا وبينه سجال, ينال منا وننال منه. بماذا يامركم؟ أن نعبد الهه الها واحدا ولا نشرك به شيئا , وان نذر ما كان يعبد آباؤنا, ويأمرنا بالصلاة والصدقة والعفاف والصلة. يسكت هرقل برهة ثم يقول: سألتك عن نسبه؟ فذكرت أنه فيكم ذو نسب, فكذلك الرسل تبعث في نسب قومها. وسألتك هل قال أحد فيكم هذا القول من قبل؟ فذكرت أن لا , فقلت: لو أن احد قال مثل مقولته من قبل لقلت الرجل يأتي بقول من قبله (أي يقلده). وسألتك هل من آباءه من ملك؟ فذكرت ان لا..فقلت: رجل يطلب ملك أبيه. وسألتك هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول مقالته لكم؟ فذكرت أن لا, فقلت: ما كان ليذر الكذب على الناس ويكذب على الله. وسألتك أأشراف الناس أم ضعفاؤهم يتبعونه؟ فذكرت بل ضعفاؤهم, والضعفاء دائما هو أتباع الرسل. وسألتك يزيدون أتباعه أم ينقصون؟ فقلت بل يزيدون, وكذلك أمر الايمان يكون حتى يتم. وسألتك هل يرتد أحد بعد اتباعه؟ فذكرت أن لا, وكذلك الايمان صفته حين يخالط بشاشة القلوب. وسألتك هل يغدر؟ فذكرت أن لا...وكذلك الرسل لا تغدر أبدا. وسألتك بما يأمركم؟ فذكرت بأن تعبدون الله الها واحدا لا تشركون به شيئا, وأن تذرون ما كان يعبد آباؤكم وتقيمون الصلاة وبالصدقة والعفاف والصلة. ثم قال كلمة عظيمة: ان كان ما تقول فسيملك موضع قدمي هاتين (أي سيصل حكمه الى بلاد الشام) وقد كنت أعلم أنه خارج (اي سيظهر) ولكني لم أظن أنه منكم, فلو أني أعلم أني أخلص اليه (أصل اليه) لتجشمت لقاءه, ولو كنت عنده لغسلت قدميه يقول ابو سفيان عن نفسه بعد المناظرة بينه وبين هرقل وبعدما سمعه يقول: لو كنت عنده لغسلت قدميه , فوقع الاسلام في قلبي عندئذ... وهذه أول بداية لين عند أبو سفيان لما رأى هرقل يلين بهذا اللين وهو لا يدري ان كان لين هرقل خوفا أم احتراما.
النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الفترة كان قد أرسل دحية الكلبي رضي الله عنه الى هرقل محملا برسالة منه صلى الله عليه وسلم جاء فيها: بسم الله الرحمن الرحيم . من محمد بن عبد الله إلى هرقل عظيم الروم . سلام على من اتبع الهدى ، أما بعد ؛ فإني أدعوك بدعاية الإسلام ، إسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرتين ، فإن توليت فإنما عليك إثم الأريسيين ( رعيته ) .يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا و بينكم ، ألا نعبد إلا الله و لا نشرك به شيئا ، و لا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا : إشهدوا بأنا مسلمون.
انّ النبي صلى الله عليه وسلم خاطب هرقل معظماً له بوصفه ( عظيم الروم ) ، و لم يقل عن نفسه أنه عظيم العرب ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان نبياً لا ملكاً ، وهرقل كرجل دولة و سياسة تجوز له مثل تلك الألقاب التفخيمية . و لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن منشغلاً بالأمر كرجل سياسة مثل هرقل وغيره من الملوك، بل كان عليه الصلاة والسلام منشغلاً بتبليغ أعظم أمر سماوي, امر الله عزوجل, لأعظم رسالة سماوية خالدة هي رسالة الاسلام خاتم الأديان.
| وقد ذكر أن هرقل بعث رجلاً من الغساسنة وأمره أن يأتيه بخبر محمد صلّى الله عليه وسلم، وقال له: احفظ لي من أمره ثلاثاً: انظر على أي شيء تجده جالسا، ومَن على يمينه، وإن استطعت أن تنظر إلى خاتم النبوة فافعل. فخرج الغساني حتى أتى النبي صلّى الله عليه وسلم فوجده جالساً على الأرض، ووجد علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن يمينه، وجعل رجليه في ماء يفور، فقال: من هذا على يمينه؟ قيل: ابن عمه. فكتب ذلك ونسي الغساني الثالثة., فقال له رسول الله صلّى الله عليه وسلم تعال، فانظر إلى ما أمرك به صاحبك. فأراه خاتم النبوة، فانصرف الرسول ـ أي رسول الملك ـ إلى هرقل. وقال: ما صنعت؟ قال: وجدته جالساً على الأرض والماء يفور تحت قدميه. ووجدت علياً رضي الله عنه عن يمينه، ونسيت ما قلت لي بشأن الخاتم، فدعاني هو بنفسه فقال: هلم إلى ما أمرك به صاحبك. فأراني خاتم النبوة. فقال هرقل: هذا الذي بشّر به عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام، إنه يركب البعير فاتبعوه وصدقوه. ثم قال للرسول: أخرج إلى أخي فأعرض عليه، فانه شريكي في الملك. فقلت له: فما طاب نفسه عن ذهاب ملكه. وردّ قيصر الصحابي دحية الكلبي رضي الله عنه مكرما، وأهدى إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلم هدية , وكتب إليه كتابا يعتذر فيه، فكتب: إلى أحمد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الذي بشّر به عيسى (عليه الصلاة والسلام) ، من قيصر ملك الروم: إنه جاءني كتابك مع رسولك، وإني أشهد أنك رسول الله، نجدك عندنا في الإنجيل بشّرنا بك عيسى بن مريم (عليه الصلاة والسلام)، وإني دعوت الروم إلى أن يؤمنوا بك فأبوا، ولو أطاعوني لكان خيراً لهم: [size="6[/size]"]ولوددت أني عندك فأخدمك وأغسل لك قدميك وجعل كتاب رسول الله صلّى الله عليه وسلم في الديباج والحرير وجعله في سفط، فلما وصل كتابه إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلم, قال: يبقى ملكهم ما بقي كتابي عندهم فلتفخر أمة الاسلام بنبيّها صلى الله عليه وسلم, ومن يدّعي محبته عليه الصلاة والسلام فليتبّع سنته صلى الله عليه وسلم, ومن لم يفعل فما أحبه, يقول الله عزوجل آمرا أمة الاسلام باتبلغ سنة نبيه صلى الله عليه وسلم, في سورة آل عمران: قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله وبقوله تعالى نأتي على مسك الختام والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.[/size] | |
|